الدين على سجيتي

مؤمنة كما يؤمن الناس، فكنت أصلي كما يصلون، وأصوم كما يصومون، وكان الدافع الرئيسي لي هو ألا أكون شاذة عن الوعي الجمعي المحيط بي، وألا ينظر إلي الناس بإستغراب، أو أن يعتريهم الشك في عقيدتي.

و لن أكذب عليكم لكم تعجبت من عدد صلوات اليوم الواحد، فكنت أرى أن ركعتين إثنتين يكفيا، وحبذا لو كان ذلك كل أسبوع مثلاً،أو أسبوعين على أقصى تقدير.....

وكان عجبي الأكبر من فريضة الصوم، فكنت أتساءل : ماذا سيعود على الله من جوعنا وعطشنا، وما علاقة ذلك بقياس درجة إيماننا به؟!
 أما بقية أركان الإسلام فلم أكن أشغل بالي بها، فالشهادة لا تكلف شيئا، والزكاة والحج لا يجوزا إلا على المقتدرين.

هذا هو الإسلام الوراثي الذي توارثنه عن أجداد أجدادنا

 أو الإيمان الذي تفرضه ضرورات إجتماعية بحتة، لا تتفق إلا مع فلسفة القطيع، ذاك القطيع الذي طالما كرهته و كرهت المشي ورائه فقط لإرضائهم......
و كالعادة و كما أرى لوحدي أو أن هناك صديق يشاركني رأي فطالما كان هو يد العون لي للخروج عن هذا القطيع أن لا علاقة لها بالمفهوم الحقيقي للإيمان، أي الاعتقاد بشكل راسخ، ملؤه الإيمان عن رغبة شخصية، لا عن رهبة إجتماعية، فما هو الفرق بين الايمانين: الإيمان عن تقليد، والإيمان عن اقتناع شخصي؟

"من ذاق عرف، وإذا عرف ارتفع رفعة متواصلة الحدوث، لا يوقف تواصلها الموت، فهي رحلة نفس قبل أن تكون رحلة عقل"......
و هذا ما قالته "اليف شافاق"  في كتابها "قواعد العشق الأربعون".......... و من هنا تبدأ رحلتي في البحث عن الله البحث عنه في أعماقي و كياني.... إذا كان الله أقرب لي من حبل الوريد فلماذا أبحث عنه خارج كياني و هو قابع في وجودي و مع كل نفس أتنفسه......
و بما أنني سأدخل موضوع في موضوع إلا أنني لا أنكر أن دوستويفسكي قد أثر في كينونتي فقبل أن أقرا له شيئاً كنت شخصاً غارقاً في كآبته و لطالما قدست هذه الكآبة و أعطيتها حقها لكن الأن و الحمدلله أشعر أنني شخص سعيد جداً مع أنه لا وجود لسبب معين لهذه السعادة إلا أنني أشعر بوجود الله حولي دائماً لا يتركني أبداً إنني أراه في كل شئ حتى في شربة الماء لا يهمني كيف سيصبح حالي بعد فترة من الزمن كل ما يهمني هذه الحقيقة التي تجتاح كياني و تلك الإبتسامة البلهاء التي لا تفارق شفتي...........
ليس المهم أن نؤدي صلواتنا الخمسة في وقتها بل المهم ان تصلي صلاة بينك و بين الله من دون صلاة و أن تصوم من دون صيام.... و أن تحج داخل نفسك قبل أن تحج الكعبة..... ليس المهم الشهادتين بل المهم شهادة القلب..... و ليس المهم الزكاة بل زكاة نفسك............
Ons bn Essayed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إرتجاج في المخ

لأجل أمي

الخوف