قانون اللعبة
قد يحدث ونحن نعبر مسارنا في الحياة أن تتعثر خطانا، أن تغمرنا ساعات يأس، لحظات ضعف قد يحدث أن نخوض تجربة غالية الضريبة، باهظة الثمن وقد يحدث أن نشعر في لحظة ما أننا أصبحنا خارج الوجود أننا توقفنا عن الطموح...
عجزنا عن التواصل وماتت أحلامنا وأفكارنا، قد تجعلنا لحظات يأس نعيشها، نستغرب كيف كنا نضحك في الماضي؟
ونتوقع أننا لن نبتسم من جديد.
هل تعتبر الحياة هنا نزوة لا طائل من ورائها؟
هل نتوقف عند هذا الحد ونرفع رايات الفشل والهزيمة التي يغلب فينا تفكيرنا في عجزنا عن إحساسنا بوجودها؟
هل ننظر للكون فقط من منظور تجربة فاشلة أو موقف مستفز محبط، لنبرهن لإرادتنا أن الحياة مجرد شهوة عابرة؟
هل نجعل من أنفسنا فريسة للندم والتحصر لمجرد أن الحلم لم يتحقق؟
إن كانت الحياة مجرد نزوة لا طائل من ورائها، فلما وجدنا إذا؟
إن كنا سنفكر في عجزنا إلى أن نفقد إحساسنا بوجودنا ففيما سنفني باقي العمر أفي التفكير في العجز؟ أم في الإحساس بلا شئ؟
وإن كانت الحياة في كم من الفرضيات قد تتحول من قيمة ثابتة إلى مجرد شئ عابر فما المقيم إذا؟
إن لم يتحقق الحلم فهل بالندم و التحصر تنقلب النتيجة من الكائن إلى ما يجب أن يكون؟
خلف كل ظلمة نقطة نور تتسع دوما وبعد كل ليل فجر يبتسم، هكذا تقول حكمة الأولين وقانون الطبيعة نفسه، إنها رحلتنا، إنها حياتنا شئنا أم أبينا برضانا أو رغما عنا..... هي مفارقات عجيبة ومعادلات مثيرة تنحصر في كم من التجارب منها ما يتوج بنجاح و منها ما يكبل بفشل وكلا النتيجتين ليس هو المهم، فوجودنا إذا حزمة من الإمكانيات منها ما تحقق ومنها ماهو بصدد التحقق ومعنى الوجود نفسه يكمن في محاولة إستثمار كل هذه التجارب والإمكانيات وإعتبار الحياة فرصة أن نولد داخل أنفسنا من جديد كل يوم بهذا الوعي وبهذا المفهوم يتحول دور الفشل في حياتنا من نتيجة تنهي تجربة قاسية إلى دافع أقوى لخوض تجربة جديدة تخلو من أخطاء ومسببات فشل التجربة القديمة...
قلتنا لم توجد فقط لتنجح في تجربة ما، حياتنا لا يمكنها أن تتوقف لأن التجربة قد فشلت، ولأننا لا نعيش فقط في اللحظة الراهنة وللزمن الحاضر فلحظة هزيمة ويأس نعيشها الأن لا يجب أن نجعل منها مبيدا لطموحتنا وأحلامنا وفي اللحظة التي نبرهن فيها عن عجزنا يجب أن نتفطن من أنها تغالطنا وتحاول الحد من إمكانيتنا... إذا عبثا نسجن أنفسنا بين قضبان الندم والتحصر والأسف على أغلاطنا فما مضى لا يعود....
قانون هذه اللعبة لعبة الحياة يستوجب إستثمار الماضي في الحاضر والحاضر في المستقبل وهكذا هي الحياة، سبيل يمتد إلى حين ونمشيه ومواقف بين سريين:
سر الولادة وسر المنتهى بينهما نتابع خطواتنا وتتنازل رغباتنا وأحلامنا، سعادتنا وشقائنا ولكي نمارس فعل الوجود يجب أن نحيا كل لحظة من لحظات الزمن كما لو كانت فرصتنا الكبرى..
نحاول أن تستثمرها في النجاح والحب والإستقامة حتى لو حدث أن تعثرت خطانا وتعبت أنفاسنا ووقفنا نبحث عن تلك النقطة نقطة النور التي تتسع دوما خلف كل ظلمة..
حتى لو حدث أن فرقتنا بعض المواقف والمبادئ لابد أن نجتمع دوما في رغبة واحدة رغبة أن نحيا بوعي وإمتلاء
وحتى لو حدث أن كللت تجاربنا بالفشل وطوقت أنفسنا بحبال الندم، لابد أن نجتمع دوما في وعي واحد وعينا بأنه ليس العيب في أن نخطئ لأن الخطأ طبيعة بشرية بل العيب في أن نعيد الخطأ من جديد وتظل الحياة رغم صخب الموج وإرتفاع صوت الريح غايتنا الأولى و ترتيلة الروح.
Ons bn Essayed
تعليقات
إرسال تعليق