المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٨

الحب الصحي

كانت تصوراتي عن ماهية الحب لا شئ غير التفاصيل العامة المضحكة، أن يكون الحبيب وسيما والحبيبة ضحوكة بفستان زهري ضيق فى الخصر وواسع تحت الحزام مع شعر مشعث تسكنه ربطة حمراء على شكل فراشة ... أو أن يسيرا معا فى طريق حي ضيق لا يبان أخره بينما إضاءة خفيفة وضباب شاعري يغلف خطواتهما بالحميميّة والتعثّر الجميل الذى يفترض ضرورة إتكائهما على بعضهما البعض. أو أن يعانق أحدهما الأخر في لحظة شوق أو ضياع أو عجز، ليكون القشّة الصلبة التى يتعلّق بها ضدّ الدوّار المرعب، عند الوقوف بحافة الممكن الذي تعده الحياة وعمق الهاوية الساحقة التي هي الفقد. أو أن يتبادلا قبلة حنونة جامحة، هي فاصلة صامتة في سمفونيّة صاخبة الإيقاع..ولنتأكد من الصمت الذي يقبع داخل سمفونيات  العظيم بيتهوفن ليجعلنا نشعر للحظة ما يشعر به شخص أصم لا يسمع ليجعلنا ندرك قيمة لحظات الصمت في كل شئ في هذا العالم عظيم أنت يا بيتهوفن تعزف جراحنا ومشاعرنا. .... حسنا لنقل أنه : لم يكن لي أبدا أي تصور عن ماهية الحب، سوى لحظات هدنة هنا وهناك،  لقطات لمشاهد عابرة لا إستمراريّة فيها.. كأنها حصص تصفية الدم، أو جرعات الأنسولين أو واحات إستراحة بصحرا

جيل الفالصو

نحن الجيل "الفالصو" المغمّس فى الذّهب. أبناء الخصاصة والمساكن الشعبيّة الرّخيصة وقروض بنك الإسكان ،وأحياء النّزوح وأكواخ القصدير. نحن الّذين إستثمروا في دراستنا كثيرا  وحشَوْا عظامنا خيباتهم وأحلامهم مصدّقين أنّها هكذا تشتدّ.... نحن الّذين لا نعرف الشّبع ، من أورثونا جوعهم الكبير للحياة خارج خطّ الفقر . نحن أبناء الدّيون والإنتظار الطّويل  والصّبر الملفوف بالذلّ ، أبناء التطلّب  واللّهفة والأحلام الهزيلة الّتي تموت سريعا فى صمت. نحن أبناء المغلوبين والمقهورين والفشلة. نحن ثمار السّخط ، نحن نواة الغضب. نحن أبناء كنوز القناعة الّتى يبحث عنها الجميع بطمع السّرقة ولم يعرف خارطتها أحد.... نحن أيتام الله والعدالة ، نحن من لا "زورو" لهم . الأطفال اللّا شرعيّون للحياة، من نجَوْا من التّنظيم العائلي وسياسة تحديد النّسل، نحن النّطفات الملعونة الّتى لم يفرح لأستقبالها أحد. نحن أبناء العادة السريّة والـ" أس" " أس" لا يجب أن يسمع أحد. أبناء الاحتقار والعنف والمتراك. نحن اللّاجؤون إلى الشّارع، القطط الكسولة الّتى "تُفرِّتُ" الزّبالة ل

كابوس

من سخف الحدث..رأيته على جانب الطريق الفرعي ينتظر عابر سبيل أشقاه الغضب المكبوت..والجوع..والقهر المهادن طوعا ...مثله يرفع يده فى خجل قاتل لكل من يمر يحمل هاتفا عتيق ويخبئ قارورة الجعة بحرص ان لا أراها أو يراها أحد .. ضحكت فى وجهه حين قال فى خجل أأستطيع أن أدخن..لأكتشف أن خجله كان من نوع تبغه الرخيص..لا من أن السرطان سيلف جسده المتداعى مهما كان نوع التبغ.. أتذكر أنه حدثني عن الكثير..أحلامه التى دفنت تحت الكم الرهيب من بناء بيوت وقصورا لأولئك الأغنياء التى عمل فيها بعد تخرجه..كرامته التى تداس كل لحظة وهو ينتظر إبن حلال ليقله لوجهته..إبن عمه الزنديق الذي أصبح (سي فلان) لمجرد أنه إختار طريقا كان يسمى إنحراف..دراسته مبادئه حبيبته وأخلاقه كل هذا الذى ضاع منه.. أرانى ورقة بالية فيها تهمته.... "المشاركة فى قطع طريق التجاهر بما ينافى الاْخلاق".... اْوصلته مجبرة إلى منزل رث على مشارف حي شعبي حيث معدل مساحة المسكن لا تتجاوز ثمانين متر مربع نصفها خصص للماشية....فيه قام أحدهم بنصب "فيلا" يمكن لمساحة مسبحها فقط أن تتسع لأربع مساكن......أليس هذا تجاهرا بما ينافي الاخلاق؟ أ

تكرار ولادتي

في مطبخنا فنجان مكسور الأذن، كلما جئت أشرب أخذته دون قصد ، يدي تحمله دون أن أختار حتى هكذا كل القلوب التي حضنتها  .. كلما أحببت قلبا كان مكسور الأذن أو مكسور الخاطر ، بشُعر مُمتد ليُكسر بضغطة يد أو ضغطة حنين لمن سبقني وجاء "أولا " أما انا فكنت دائما آتي الثالثة المولودة الثالثة الرفيقة الثالثة الحبيبة الثالثة إنتقيت أصدقائي أيضا من أصحاب المراكز الثالثة و لكن ما أن ألتفت لا أجد أحدا منهم ...فأنا إخترتهم من ذوي الحظ القليل ، البيوت المائلة ،ممن يعانون ضعف النظر وضعف الذاكرة، ضعف القناعة بأن كل شيء سيصبح أفضل أصدقائي يختفون بعد العاشرة دون أن يلحظهم أحد. أختفي معهم دون أن يلحظنا أحد نبكي سوية ونهمس سوية نشتم ، نضحك نميل على بعضنا حتى ننكسر ويميل البلد علينا لنختفي بعد العاشرة... ومع ذلك كله ذات صيف يا جهاد خطر لي إعادة ترتيب الفوضى وأن أكنس غبار الحرب من عقلي وأعيد تكرار ولادتي لمرة أخرى لكنهم قالوا لي أن إعادة ولادة إمرأة تحتاج لمخاض عشق تنمو فيه في شرايين رجل يعشقها وهكذا ولدت ياصديقي طفلة عشق لاتغادر السعادة مضجعها لم يبدو عليه أي تشوه خلقي حتى تجاوزت سن الحبو ع

حَدثْنِي

لا تحدّثيني عن الأرق والكآبة ولا عن الإحباط ولا عن السّأم.. علّمني  مثلا رقصة التانغو أو عزف العود مثلا،أو علمني كيف أصنع من  شعري ظفائر ....وكيف أُصفرْ بيدٍ واحدة لكل عصافير العالم فتخضع كلها تحت قدمي .... أو شغّل الموسيقى التي يرقص عليها أهل الغجر ...ما رأيك لو نشرب كأسي نبيذ أحمر معتقا تحت ضوء القمر ولندع العالم يتزلزل من حولنا أعتقد أن هذا سيكون أفضل.... أتعلم أنني أحبّذ " زمن الغجر " " قطّ أسود .. قطّ أبيض " جيّدة أيضا لا تحدّثيني عن الحبّ .... فالحديث عن الحبّ يوقظ فياّ  الإحباط أنا لستُ لعوبة لكنّ بعض الأشياء عليها أن تظلّ في العمق،العمق يحوّلها إلى أسرار إلى موسيقى مثلا أو إلى رقصة أو إلى بكاء أمّا طفوها على السّطح فيجعلها مبتذلة حسنا قلي ...ما رأيك بالبكاء البكاء أمر مذهل إنّه المطر التّي تغسل الرّوح لا تحدّثني عن الحبّ حدّثني مثلا عن الأمراض النفسية التي تقتل الإنسان يوميا مثل الأشخاص الذين يحبون الموت وينتشون على الجثث حدثني عن هروب القاتل الذي قتل أخت صديقك مثلا .... أو أقول لك شيئا... حدّثيني عن لمعان مخالب طيور الكوندور وهي تتقا