المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٨

الطفل "ك"

السيدة "س" تسكن في المنزل الأرضي  رقم خمسة بشارع الهادي نويرة.. السيدة "ن" جارتها التي تشتكي تصرفاتها كل يوم ... الجميل في هذا الحي أنك تظن لوهلة أنه من أهدأ الأحياء التي تدخلها يوما وهذا ما خُيل لي لكن ما أن تسكنه سترى العكس تماما يسكن السيد "م" الطابق الثاني  وهو والد السيدة "س" السيد "م" والسيدة "س" على خصام دائم وعلى صراخ معظم الوقت ..يملك السيد "م" موتور صغير، الجميل فيه أن مع أول دخوله للحي يبعث صوت زمور وكأنه يقول للحي ها قد وصلت فليعلم الجميع ومع ركنته للموتور ينادي السيدة "س" بأكثر من مرة وبصوت عالٍ تتعمد السيدة "س" عدم إجابته كأنه تقول ليرفرف إسمي في هذا الحي البائس ... السيدة "ن" و السيد "ح" متحابان منذ خمسة سنوات، تعرفا على بعضهما البعض في إحدى الأمسيات الصيفيّة ببنغلادش وقررا منذ ذلك الحين أن يعيشا معا.. كل صباح يستيقظ السيد "ح"مع الساعة السادسة صباحا، يقرأ الصحف ويشرب قهوته وينطلق إلى منزل السيدة "ن" يفتح الباب لأجل أن تخرج القطّة إل

لستُ حامل

تأملت وجهى مطولا في المرآة بحثا عن أي حبّة تطلّ برأس ممتلئة، يثير إفراغها ما يثيره تقيئ سريع أو بكاء عاصف بشرتي صافية.... ألمس جسدى بقلق، هذه الطمأنينة الغريبة من أين لكِ ؟ ماذا تخفي ؟؟  هذا الصّمت السّاكن مثير للقلق.. مرحبا ما بكِ !! المفترض أنه اليوم الأول في العادة الشهرية..... المفترض أن عاصفة رعديّة تمرّ من هنا...المفترض أيضا أنّ حبّة متوهّجة تزيّن وجهي لأجل إعلان العاصفة.... جسدى هادئ، بشرتي ناعمة، أكاد أكون جميلة.... أكاد أكون جميلة قبل يوم من العادة الشهرية، هذا مؤشر لا يدعو للإطمئنان، أمعن الإنصات إلى جسدي، ظهري لا يؤلم، لا ضغط يدهس عظامي، لا تشنّج ينهش أعصابي، لا أرغب بالعراك، لا ألاحق الاكل.. ألمس جسدي في قلق،أجبني أيها السافل، هل فعلتها ؟؟ جسدي صامت..... أشعر بالخوف البارد يتسلل إلى قلبي.... جسدي لا يجيبني....حدسي يطمئنني لستُ حامل، لستُ حامل لا يمكن أن تكوني حامل.... عقلي يحسب ويضرب  ويطرح....لا يمكن أن أكون حاملا. أعود إلى وجهي لأبحث عن أي بثرة، حبّة، عن أي شحوب يهدّأ روعي... يا آلام ظهري إستيقظي...!! لا دليل لا إشارة هو فقط جسدي يريد أن يحبل من نفسه..