إلى صديقة...

آه يا رفيقة الدرب... . سامحني على هذه الثرثرة اللانهائية لكني كنت أمرّ في الفترة الماضية بوحشة اشتدت عليّ هذا الشهر وانفجرت أول البارحة بطريقة محزنة...حمدا لله أنك كنت معي... 

وهذه النافذة السماوية التي انفتحت بيننا فجأة كالمعجزات لم تكن لولا البوح الصادق .. وهل هناك في العالم ما هو أجمل من حديث الأرواح .. دون أدنى شعور بالحذر ..؟  لقد أنهكني والله هذا الحذر ..هذا  الدفاع المستمر عن ذاك..... و التبرير  له....  

تعبت الوحدة يا رفيقة الدرب، و تعبت أن أجرب كل يوم النسيان فلا أنسى تعبت ذلك الحب المطلق.. تعبت من الشعور أنّي حالمة ساذجة محاطة بقبائل من الوحوش ..

تعبت من غبائي او تصدقين... 

تعبت من أبي الذي يقف بيني و بين كل شئ أحبه و مع ذلك أحبه و أحب وقوفه ففي كل مرة أتيقن أن حبه لي عظيم فأفرح و أنسى... 

أشتاق أن أعيش في عالم أكون فيه أنا "أنا" وحسب دون تُهَم ..  دون حاجة لإصلاح كي أُقبَل .. دون سؤال .. 

عالم لا يكون الحب فيه متوقّفا على أي شيء سوى حقيقة تحصل في القلب ..
 حزينة أنا بسبب هذا الشعور .. أن كل علاقة في حياتي تقتضي أن لا أتغيّر عن تلك الإنسانة التي عرفوها بزمن معيّن بشكل معيّن بنظرة للعالم معيّنة وإلا فليس الصدق فقط بل حتى الحب مهدّد بالانقراض .. ! كيف أكون إنسانة واحدة طوال حياتي وفي قلبي عوالم من القلوب الحائرة .. عوالم من البشر ..؟! 
 أريد أن أخوض سبعين حياة دون خوف من فقْد حبيب مع كل ولادة جديدة ..
 أشتاق إلى قلب يقبلني بكل أشكالي ودموعي وضحكاتي .. يحبني أنا الباطن لا أنا الظاهر .. 
كل هذه السجون التي تلفّها الرياح حولي أينما رحلْت .. كل هذا الذي لم أخترْه في حياتي .. لماذا يجبرني على اختياره؟؟ .. سئمت القدر .. كنت دائما أقول إني لا أؤمن به .. بل أؤمن أننا أحرار نملك أن نعيش تماما كما نشاء ... لكن يبدو أن القدر متمسّك بي بقدر كفري به..!
أو تتذكرين مشياتنا على رصيف المعاهد.... و أغنيتنا التي إنفجرنا ضحكا عندما غنينها (أهو عدا اليوم على مهلو) 
إشتقت إلى خطاتنا التي كنا نحيكها لذاك العاشق الغبي الذي يبكيك دما اليوم.. 
هو أيضاً يشتاق شقاوتك و يشتاق وجودك.. لكنه غبي يكابر 

سامحني على هذه الشكوى الوجودية المظلمة التي لم أكن أدري أنها ستكون إلا بعدما كانت .. لا أريدك أن تشعري بحاجة للرد عليّ هنا، ربما نتحدث أكثر لاحقاً أو أقول لك شيئاً دعينا لا نتحدث كثيراً ، يكفي انك تفهمني .. ويكفيني هذا الشعور الذي أشعر به الآن .. أن لدي صومعة لا يعلم بها أحد سواي أستطيع أن أفر إليها .. وأبوح... ان هناك إنسانا في هذا العالم الموحش يعرف حقيقة ما يجول بداخلي.. قلبا أستطيع أن أحكي أمامه وحشتي في هذا الوجود .. ولا أخاف.
Ons bn Essayed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إرتجاج في المخ

لأجل أمي

الخوف