المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٨

ولدتُ في الريف

وُلدت في الرّيف وهذا لا يعني شيئا , فقد كنتُ أتعطّر بعطر أمي الذي تخبأه من وقت زواجها ....طبعا كنتُ أضع كرسي أصعده لأصل لمكان العطر ..  قبل أن أخرج للّعب مع أترابي, وحين تهطل أمطار الشّتاء الغزيرة  ويوحل مسلك بيتنا الصّغير , كنتُ أرفض رفضا قطعيّا إرتداء حذاء مطاطيّ قبل الخروج إلى المدرسة وكنت أرفض رفضا قطعيا أن أخرج بدون أن تعمل أمي ظفيرة لشعري  تضع أخره عقدة شعري البيضاء وعادتا ما تكون على شكل فراولة...  المدرسة تبعد خمسين مترا فقط عن منزلنا , في الحقيقة, حتّى لو كانت تبعد آلاف الأمتار, فأنا لا يمكن لي إلّا أن أرتدي حذائي الذي أتعمد أن يبقى جديدا مدى الدهر  يقظة بما يكفي كي أحاذر الأوحال.... كنت ومازالت أرى صورتي عن نفسي عظيمة بما يكفي كي أكون دائمة الأناقة والأنفة ولذلك فإنّ العقاب لا ينفع معي ولا يمكن لك سوى أن تستسلم أمامي في النّهاية سواء كنتَ أبي أو كنت أمّي أو كنت السفّاح الذّي يخطف الأطفال غير المطيعين ، ولدت في الريف وأمّي كانت تسمّيني الشخصيّة, فهل تحتجّ ؟..  في المدرسة لا يمكنك أن تتعمّد إحباطي فأنا طفلة فطنة  ومؤدّبة وعليك أن تحترم ذلك , إن أردت كسر أنفي بسبب أنّني