المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٧

كاميرا خفية

أصبحت متأكدة أننا في هذه البلاد لسنا بحاجة لمعرفة سيرة الأولياء الصالحين لسنا بحاجة لأكثر من نبي يلقي في الأرض معجزته ويحل السلام. أعلم أن صمت القوافل ليس ذنبنا وشطرنج الأمم ليست لعبتنا، كما أن المباحثات والمؤتمرات ليست من شأننا، ولا تعنينا الحقائب الدبلوماسية ولا العناوين العريضة. نحن في هذه البلاد كالريح تجري في الحقل اليابس،كحنجرة غاب منها الصوت، وأفواه مغلقة  وعيون سوداء بالمطلق " كل ما يسقط من السماء، لا ينبغي لك أن تصبّ عليه اللعنات"...... يبدو على الكاتبة إيليف شافاك إعادة النظر فيما قالت، خاصة أن ما من قذيفة نبتت من الارض. تبدأ سخرية القدر عند إعلان ملصق على مدخل أحد المطاعم بعدما أكل نصيبه من القذائف : المطعم مغلق للصيانة يخطر لي أن أصحح ما كُتب إلى : البلاد مغلقة للصيانة ولا قطع تبديل لها ولا حتى مناطق صناعية لإعادة تصليحها. تمر على مدينة لم تعترف بالحرب إبنة شرعية لها، تستمر بإنكارها بكل ما تملك ثم بلحظةٍ ما تسقط باكية فتنهمر القذائف على البيوت وما من يٍد تمسح عن وجهها دخان الحرب وغبار الأبنية....... أصبحت تشبه إلى حدّ ما ذلك الشاب الأعرج الذي حين إقتر

خيبات

خيبات الحياة كثيرة وخياراتها كذلك، هي جزء من عملية النضج والخبرة المستمرة إلى الممات. صعوبتها تكمن فيما ينجم عنها من مشاعر منهكة ومؤلمة.  تلك الخيوط التي تنسج علاقاتنا الإجتماعية وإرتباطاتنا النفسية ليس لها لون، شفافة يصعب تقدير متانتها، بإتجاهين صادر عنك ومنته إليك. ما تظنه خيطاً متيناً قد لا يكون كذلك وما تظنه واهياً قد يكون هو الأقوى.....  يصعب في كثير من الأحيان تقدير متى تتحول تلك الخيوط إلى شبكة حماية ومتى تتحول إلى شبكة صياد تأسرك رغماً عنك.  إن ما يحدد لإتجاه هذه الخيوط هو الحاجات.... أما مدى متانتها أو ضعفها فيتحدد بالقيم العليا، الأخلاقية والاجتماعية، التي إكتسبها الإنسان من محيطه؛ فالقيم العليا هي التي تضبط هذه الحاجات وتنظمها وتحل المتعارضات  فإذا غابت القيم أو تحللت تلوثت الحاجات، ومالت إلى البدائية الفجة وما يبدو مشروعاً في البداية قد لا ينتهي كذلك.  بعض الأشخاص ينسجون خيوطاً وتشابكات متينة بالاتجاهين وبعضهم ليس كذلك، وبعضهم ينقل خيوطه ويشبك خطاطيفها في الجانب الذي يشبع له حاجاته الملوثة دون إعتبار لقيمة عليا، متحللاً من أية قيمة أخلاقية أو إجتماعية، ويعدها  &qu

مِمّا كُتِبَ لي

قُبْلتَين... قُبْلتَين جل ما سأقدمه الأن، ما أستطيع منحه. قُبْلتَين على شمسا تيبست فوق جسور الرهفة.... قُبْلتَين على قمرا فوق سهولا خجولة،يكسر شساعة المكان  ويصوب العهر الممذوج بعفة خبيثة... قُبْلتَين على تلك الغابات التعبه المرهقة..الرصينه تنشر شرورا  وشفاعه، سكاكينا تطعن بقلوب المستشهدين حبا وهياما.. قُبْلتَين على شباك "العاهرة" التي صادت فمي وغمرته لذة أفرودية مرحة... قُبْلتَين على ذاك الصليب تشبث غطرسة على أرضه الرخامية  وسجادة حمراء... قُبْلتَين على ملكة تدمر ووصيفاتها الأربعه... قُبْلتَين لكل تنهيدة تثير رغبتي جموحا وعطاءا..تجبرني على تقديم حريتي قربانا للعدم... قُبْلتَين على بحر أسود طويل فصل ما بين حقارتي وطهر ذويها، ما بين رائحة جنس  ورائحه طبق "الكوسكوس التونسي الشهير".... قُبْلتَين على الصفا وقُبْلتَين  على مرمر... قُبْلتَين مرصعتين بأقمار بنية أو ربما وردية بلون عذرية معتقة.. قُبْلتَين تدغدغ نهرا فياضا يمرح في بريق الضوء يظماني ولا يروى..... قُبْلتَين على أبراج بابل الخمس تخنق ،وتصفع ،تأمر وتنهي وتداعب..... قُبْلتَين لفضاء مغري تغ

فقدان ذاكرة

أن لا تملك شيء واحد عن ما كنت أو كيف كنت هو مثل فقدان الذاكرة الفرق في فقدان الذاكرة أنك لن تشعر بالألم ولكن في فقدانك لماضيك المادي وأنت تملك ذاكرة تصورية تامه عنه هذا هو الجحيم .. لذلك إن أصعب القرارت هي البداية من جديد وصنع ذاكرة جديدة ولحظات ماديه جديده .. أجل لن تكون بقدر المعنوي لتلك التي قررت التخلص منها بل ستكون أفضل وأقوى وأكثر صدقا لأن مثل ذلك قرار سيحتاج منك قوة وإرادة عالية ..  ومن يملكهما لن يكون من الصعب عليه خلق واقع وحاضر  ومستقبل أفضل.. ذاكرتنا البشرية لم تخلق لتخزين كل الامور ولكنها خلقت ليعاد تدويرها وتشكيلها بقدر ما يخزن ويحذف.... هذه الأمور تنتقل بنا من طابق إلى أخر هي تغيرنا من الداخل تجعلنا أنضج وتزيد من مستوى فهمنا للأشياء ، وهذا هو الحال مع ذاكرتنا الماديه التي إنتهت  وإندثرت جراء الحروب أو بدافع منا.... لقد قامت بما كان يجب أن تقوم به وحان وقت إنتهائها ليحل محلها ما سينقلنا للمستوى الأعلى عقليا وروحيا .. دائما ما كنت أكره النهايات  وبالأخص الحزينه منها ..إلا أني أعشق الوقوف على حافة الإنهيار والنظر إلى ما سيحدث .. المجازفة والمحاولة... تحدي الاش