المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٨

رهانات

أكره الخطورة، أكره الخطيرين. أكره أولئك الذين يحتاجون ثيابا رسمية فائقة التكلّف والتكليف لأجل أن يبدوا جدين فيما يقومون به. أكره الأعمال التي ننفق لأجل تحضيرها ضعف ما ننفقه لإنجازها، فقط لأجل تبرير وإثبات أهميّتها وإعلان جدواها. أكره أولئك الذين يحتاجون لقول عبارة حب واحدة، إختبارات كثيرة ومحن معقّدة، تجعل التعبير عن الحب لائقا لأجل إستحقاقه وإثبات قيمته... أكره الطقوس الثقيلة في العلاقات لأجل أن تبدو مهمّة وجدّية وذات معنى... لا أصدّق الخطورة ولا الخطيرين،ينتاتبني الضحك بأشد الإجتماعات أهمية لأحدهم لمجرّد تخيله مرتبكا وهو يقابل أم حبيبته للمرة الأولى، أو حين يكتشف أن أمه تخطط لتزويجه رغما عن أنفه وإسترسل في الإستماع لكل الحجج التي ستلبس ذات الخطورة والسخافة التى تبدو عليها حججه لأجل بيع منتوج لا جدوى له. تصيبني الأعراس الفخمة بالكآبة من هول الإستجداء المستميت لخلق أي معنى وإعادة تصوير خيال بالٍ، أكثره مستوحى من كليبات روتانا في مرحلة ما قبل اليوتيب...... وأستمتع بتخبّل جلسات الطلاق وردّات فعل العائلات الباذخة سعادتهم الرّسمية.. الرجال الذين يتراهنون في المقهى مضحكون، م

رفيقي

حديثي مع طفلي الذي لا يوجد ، المحاولة الأولى: إبني سأحاول أن أحملك في بطني ولا أتذمر كثيرا لن أزعجك بمزجيتي .. لنكن متفقين ، أنا عنيدة وعنيدة جدا وقليلة صبر لأبعد حد فلا تهتم كثيرا لفلتات لساني... لا تنتقد إختيار والدك ، لا تأخذ الأمر بشكل شخصي أو جدي إن كان في ذلك عزاء ، تأكد أني كنت مهووسة به تماما لأقدم على هذا الفِعلْ.... ستعرف فيما بعد كثيرا عنه سيكون صديقك لا أبوك تأكد من هذا جيدا  يصاب البشر بخلل وجودي ، يسمونه بشكل جميل حتى يزينوا كل الرعب والألم الذي يسببه هذا الخلل إسمه حب. تعلمتها ؟ حب . ستكبر في مكان .. لا تتعلق به أنت كائن متحرك.. ستجد نفسك مع غرباء كثر...وكل واحد فيهم سيجعلك تتبع ميولته الفكرية  والعقائدية، ستجد نفسك جائع وبردان وستخاف الريح  لا تتباكى كثيرا ، الكل مثلك ووالجميع خائف... هناك من سيلتهي بقيس مدى الذعر ،  وسرعة الصوت والبصر .. وسيحاول أن يشرح لك لم أنت مذعور. لا تهتم كثيرا ، حتى إن فهمت ، ستبقى مذعورا. هناك من سيحاول أن يستغل ضعفك، أو يخفف عنك ، ويقول لك أن هناك  كائناً أقوى وأسمى يحميك وحدك دون الآخرين لأنك مميز ، أطيب ، أنقى ، أكثر طاعة .

أين المفر

أنا البنت التي سرقت دفتر المناداة لأجل أن لا يضحك الأطفال من إسمها فعادة ما يُقرأ إسمي إسم ولد ... أنا البنت التي إقتطعت المنازل من الصور المعلّقة بآخر القسم وخبّئت القطّة في خزانة المعلّمة لإخافتها وتسلّقت سور منزل المدير ورمت نافذة غرفة إبنه بحجر. فعلت ذلك. أنا التي حين وقفت أمام مكتب المعلّمة شاهدت العصا وحسب ذهني طولها  وسرعة الضربة وشدّة الوقع. بينما هرّبني خيالي لأقطع إسمي من سجّل الولادات، وإستبدال رسوم البيوت ببحر وأصنع خشب الخزانة منزلا للقطة البردانة وأعلّق إبن المدير الذي يرتشي لمجة الأطفال من قدميه بالسّور. أنا التي بينما أغمض عينيّ وأشدّ على أسناني، ينفجر خيالي بالضحك. أنا البنت التي هربت من ساعات الدرس  ولم يعرف وجهتي أحد، تغيبت عن الإمتحان وهربت من الشّباك حين حاصرني الأستاذ ليمليني الدّرس.. أنا التى زوّرت توقيع أمي وقلت أن أبي قد توفى ليتعاطف الاساتذة معي.. وحين كنت أعود عرقانة منهكة إلى البيت، وتقدّم لي أمّي صحنا قليلا بخضار لا أحبّها، تنبعث منه رائحة الفقر والتعب  والحقد.. كان خيالي يركض في نزهات طويلة يستمع إلى قصص الأحبّاء خلف سور المعهد ويقامر مع أولاد

لا للفقد

حين أحببت أول مرّة، كان ذلك فى فصل الربيع كان متزوجا وكانت جنسيته مغربية كان صديقا للعائلة كنت أسير وأنا أصدّق أن الزهرات تتفتّح بمجرد أن أنطق "إسم حبيبي" وأن الله يحوّل كلمات الحب إلى حسنات وأن جنيّة طيبة تحوم  حولي لتذر جمال الحب فوق وجهى.. وأن يوما ما ستموت زوجته التي تحبني أكثر من أي شخص أخر ... مزّقت ورودا كثيرا لأعرف إن كان حبيبي يحبّني.. لم أشم عطرها، ولم أذق شهدها كان حباً أقرب إلى بداية التعرف إلى الإحساس بالحب ... حين أحببت للمرة الثانية، كان ذلك فى صيف السادسة عشرة، كان العمر حفلة وكان الحب نقرا على الدفّ وكلّما إشتدت بي العاطفة قهقهت ورقصت. حين أحببت فى أول العشرين، كنت أصدّق أن "رجلي" سيكون الأول والأخير أني خلقت من ضلع فى صدره أحنّ إليه وأن المدى البديهيّ لمحبّتنا سيكون الأبد مهما حصل، رغم كل شئ.. كان الأبد قصيرا وبعثت من الموت كل حين وحين. حين أحببت فى منتصف العشرين، كنت أبحث بهوس عن عاطفة عارية من الوهم صحّية خالية من السموم، خصبة تستقبل خيالى "ومؤسسة" خارج الإنهيار الجماعي.. صار الحب علاجا وملاذا وظلّ شجرة.. هوس البحث كان أقوى

من المفروض

كان من المفترض أن يكون لي أكثر من  أخت. وكان مفروضا أن يكون لي سبعة  بنات  ولها أربعة أولاد وأن نسكن الجنان حتى ينتشر أطفالنا فوق أشجار التوت كدود أول الربيع.. كان مفروضا أن يكون هناك عشرة أطفال يلعبون ونكون خدما لهم. كان المفترض أن لا يسمع سوى ضحكاتهم وصراخهم ويجند الجميع لإطعامهم.. كان على حليمة  أن تنسى أن زوجها يمضي سهاراته بالخارج لانها يجب أن تصحو وتعجن الفطائر. وعلى سناء أن تقوي قلبها لأجل أن ترضع الصغار العطاشى ولو أن عطسة واحدة توقف قلبها من الرعب وعلى أمى أن تتوقف عن العمل بسن الستين لأن جيشا من المخربين الصغار يحتاج إلى إدارة وعلى الكل أن يخفض صوته بالسهرة لأن الملاكة نائمين. وعلى الشجارات أن تبقى معلقة بالسقف، لأن لا وقت لها. وعلى الجميع أن ينزلق فوق دموعه  ويضحك على وجعه ليضحك الأطفال. كان المفروض أن نزرع شجرة لوز لكل بنت وزيتونة لكل ولد وأن يصير الجنان أكبر وأكبر .. كان علينا جميعا أن نتنحى عن الطريق ليلعبوا كرة وسط الشارع، ليرقصن ونهلل لهم. كان علينا فعل الكثير، مما بدى مكررا  ومملا وغير جدير.. كان من المفترض أن يكون لي أخت، صرن عشرة أخوات.. وكان مفروضا أن