المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٨

ربما

أحب أن يكون لي أباً مختلفا عن غير ذلك الذي أملك رجل أستطيع الفكاك منه عندما أرغب ولا يربكني خوفي عليه كلما كنت بعيدة... أحاول أن أهرب بفوضى حياتي إلى حيث المعقول رجل أستطيع أن أبرر نسياني له لأنه مثلا كان يتركني وحيدة مع خوفي في المنزل في وقت متأخر رجل إنشغل عني،رجل لم يكن صديقي..... كنت أرغب حقا لو أن لي أباً مختلفا لن يفجعني إحتمال رحيله كل لحظة واحدة لا أهرع كل مرة  لألمسه كي أتيقن وجوده،رجل أستطيع أن أعانقه دون شعوري بأني أفقد أصابعي كل مرة فتصبح المعانقات خوف.... أحب أيضا لو أني كنت أملك أما مختلفة،أما لا أحمل وجعها وهمها على ظهري وأتنقل به إلى كل مكان أقصده أما لا أحاول تجسيد صورتها في كل شئ تنبعث منه رائحة الحنان ،أما ألتقي بها وحين أفشل في إيجادها أهرب بينما أعانق شعوري بفقدها في كل لحظة .... مربك القرب ومضعف لهذا أغلب أصدقائي بعيدين وأحبهم لأنهم بعيدين هذا سهل لا حاجة للإبتعاد أو الهرب،نتشارك الأحزان عن بعد نتشارك الضحكات عن بعد ونقول لبعضنا بين الحين والآخر أشياء مثل كم هو رائع أن نكون أصدقاء أو كل تلك المسافات حيلة،وهم هناك ما يكفي من الخيال لإستبدال المعانقات بأغن

روتين

أعمل سكريترة بجريدة ورقيّة تعاني من مشاكل في التوزيع... أو على الأغلب لأن المدير أصلع.. مديرى قبيح وجشع، أحتمل غصبا عني  تذمّره الدائم وإدّعائته بالمعرفة ولا أطيق كحّته المختنقة بالبلغم وصوت ضراطه المتبجج حين يدخل الحمّام.... على الأغلب لأن الحمام به صدى.. أنا إمرأة متوسّطة، من عائلة متوسطة، من بلدة صغيرة تقع في الوسط الغربي للبلاد لا أعرف حدودها. ذكائي كاف لأنجح بإمتحان الثانوية العامة وأتدبر عملي وأدير راتبي الصغير بلا ديون، لكن ليس كافيا لأفهم كل التعاليق التي يضحك عليها الناس ولا أسباب خصوماتهم... في المكتب يعتقدون أنني غبية لأجل أنني لا أعرف كيف أشارك بالنميمة...  لا شئ يدعو للإهتمام بوجهي، مؤخرتي مسطحة، ردفاي ليسو بالممتلئين، لي صدر ممتلئ  وكرش صغير....هناك أمر ما بجسمي لا أحبّه وأمر ما مثير للحنان.. يجعلني أحتضنه كلعبة. حياتى بسيطة وبطيئة، انا صبورة جدا لكنني أكره حياتى وأكره عملي، خصوصا مديري الجشع.... كلّ صباح أنظر عبر النافذة إلى الأفق البعيد، أتأمّل الطيور السارحة في الفضاء وتهادى السحابات في مملكة سمائها ... وأهمهم إلى نفسي: ذات يوم، سأرحل من هنا إلى أرض بعي