الخوف
أحب أن أتوقف عند ال"خوف". إحساسا، تجربة، ثقافة وهوية. الحقيقة أنه موضوعي المفضل، صديقي الأبدي.... الخوف إسمي الحقيقي في بطاقة التعريف وأخاف أن أصرح به.... إن كان من الممكن تحديد الأحاسيس بشكل هرمي، لكان الخوف على القمة لا لا ليست القمة، لكان الخوف الطبقة الأولى لأي إحساس آخر؛ لا أذكر أنني شعرت بأي إحساس على الإطلاق ولم يكن الخوف قاعدته الأولى الصلبة الثابتة الموازية، التي إن فارت إمتزجت به حتى غلبت عليه ومات بإسمه الذي يسري في عروقي ككريات سوداء، هي فصيلة دم الكائنات التي لم تتغذى بإحترام ذاتها والثقة بقدرتها... من أين أصابني كل هذا الخوف ؟؟ هل هو نتاج نظام سياسي شمولي ديكتاتوري ؟؟ هل هو نتاج تربية محافضة ؟؟ هل كنت أخاف بن علي؟ حزب الدستور ؟؟ النهضة، داعش، الإمبريالية ؟؟ لم أخف إلا الأشباح! الأشباح التي تعيش معي ولا أصطادها. لم يحدث أن خفت مما أعرفه، لطالما إقترن الخوف بذهني: بالمجهول، بالجهل، بأن لا أعرف.... بالوحدة، بأن أعزل عن الآخر، أن لا نتواصل... بالحدود والقمع، بأن ينتهي جموح إنسانيتي عند حد مرسوم. بالفشل، بالصوت الذي يكرر لا يمكنك! ...