مجرد رجل

الوحدة حالة ذهنية متشظية، لا علاقة لها بواقع الحال وكل التجاذبات على قصعة روحك....
كانت تحدث نفسها وهي تفكر في الرجل الذي سيزور فراشها هذه الليلة بل تفكر في كل رجل يزور فراشها كل ليلة وتتحسس إتساع الحفرة في أعماقها ولا تشعر بشيء، تغلبها العبرات لكنها لا تبكي  وتحول كل طاقتها نحو الضحك بميوعة مبالغ فيها

كل هؤلاء الرجال، في فراشي، في حفرتي يزيدونها إتساعا وفي وحدتي يزيدونها عمقا  وقصعة روحي لا تفرغ من وجودهم ولا أحد منهم يعرف بوجود الآخر ولا أحد فيهم يهتم بوجود الآخر ولا أحد منهم يصلح للحب والوفاء.....
ثم إستطردت وما حاجتي للوفاء والحب وأنا أعاملهم جميعا بكل سادية كخرقة للمسح.....

أظن أن الأمر أني أملىء منهم قصعة روحي وأجمع فتات الخبز فوق قلبي لأشبع العصافير المارة  والمهاجرة....
تأخذ مفكرتها مرة أخرى  وتخط فوقها مواعيد الأسبوع القادم، تحبس كل منهم في خانة صغيرة بحجم إسمه وجسمه أما المشاعر والأحاسيس  فهي أشياء لا تهمها، تأخذ من كل منهم حاجتها وتمر  وتمحو في اليوم الموالي إسمه وتقول أنه مجرد، رجل جاء يبحث عن لذته وأخذت ما أرادت ورحل، وتخط في مفكرتها أسماء زوار الأسبوع الفارط.. مجرد رجل.. مجرد رجل .. مجرد رجل .. مجرد رجل.. مجرد رجل..
 "يوم الأحد راحة وهو لي..."
كل الأجساد سواء والوحدة حالة ذهنية لا أكثر والوفاء مسألة نسبية.. والحب لحظة جزئية لامرئية وتمسح على شعرها وتقول ..
"غدا سيكون لجراح يشرح أعضائي ليستعرض بها فحولته الهشة لكن ذلك لا يهمني لأني سأحبه  وسأحتضنه ليلا كطفل لي وفي الصباح، حين تشرق الشمس في غرفتي سأطرده ويظل مجرد رجل .."
Ons Bn Essayed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخوف

نرفين

الدين على سجيتي