كراتيني

كيف حالكِ  يا صديقة ؟
أتخيلكِ بذات الجلسة ، كغراب ملول طاعن في السن واليأس، يطل على العالم من غصن محترق بأعين ملؤها السخرية واللامبالاة.....

أفكر بكِ ، أقلب خيال وأسهو لا شيء  أخبرك عنه:
بدأت أهجئ الحروف الصغيرة للأمل  وأتعلم بعد كل هذا الوقت ،أنه مجرد إسم وعلىّ ككلّ شيء آخر أن أتقبّله....

صرت أتوقف قليلا  كل صباح أمام العجوز الأجرب الوحيد أمام العمارة دونما أن أشعر بذنب أو أسف أكرر :
لا بأس بالحياة
 قلبي ، قلبي الكسول ، يتنفس تحت الماء ، ويحتمل السعادة هل تصدقين ذلك؟
كل شيء عادي
لازلت أهاب المشي في الليل  وأحب الزقاق الضيقة المظلمة...
أستأنس عواء الكلاب المشردة الوحيدة  وأخاف الضوء الدافىء خلف النوافذ حيث يعلو أزيز العائلات وتبدو مرعبة  الألغام المؤقتة للسعادة تحت وسائد الأطفال....

أرحل عن بيت آخر في كراتيني، أصدقاء طيبون  وفساتين لم يخنها جسدي بعد،دمية قطن مبتسمة على الدوام، صحون وملاعق ..

أكتشف أن لي خمسون سنة كأنما إكتشفت تحفة ثقيلة.
هذا العمر لي حقا !! ؟؟
أقلبه بدهشة بين يدي ،  ماذا أفعل به؟؟  أتشاركه أم أورثه ؟
أم أتركه للعجوز الأجرب الوحيد؟
 أي كرتون سيحمله؟

أشياء غريبة تنمو بجسدي ، لا أعرف كيف أسميها ، أفرغ  وأنتفخ ، تنتفض عروقي، تجرحني ، شيء داخلي يتزلزل ، شيء داخلي ينبثق....
أقف أمام كل شيء وأحس برغبة خفية بالبكاء...
أقف أمام أي شيء وأحس برغبة عميقة بالقيء...
أحمل جسدي على كتفي كغصن  ذابل لا أعرف بأي تربة سيزدهر.

تعرفين ...
أحب أن أعود إلى قرية لا اعرفها وأتسلل إلى أعراس البدويات
أسرق  فرحهن الخالي من الاضافات : الإيمان العميق بالحياة...
أحب أن أمشي في غابة أتنفس الهواء النقي...
 ألقيها في النهر ، كراتيني الفقيرة وأصمت.

أحب أن أتعلم الألم ببساطة دونما ضجة..
وأبتسم طويلا في وجه الشمس، بينما أفكر أننا رغم كل شيء، دونما  تربة، أحياء....
Ons Bn Essayed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إرتجاج في المخ

لأجل أمي

الخطيئة