عالم صوف
في عالمي الصغير،في الداخل، هناك في أقاصي الداخل..
أجلس بمفردي على أريكة من الصوف، أتفرج على تلفاز من الصوف، وأطرز بالصوف ستائري الصوفيّة الجديدة، وأراقب من الشباك، نمو سفرجلة صغيرة...
ألاحظ تراكم أكوام صوف رمادية في الفضاء ستمطر،أركض بسرعة لإعداد المدفأة، أنهي لعبة القطط وأدعوها للدخول، وأشعل كل الأضواء.
في عالمي الصغير، هناك في الداخل، لا ماضي لي ولا أصدقاء أستكين لرفقة الأوهام، وأحشوها بالصوف لتكبر، وأحلم، أحلم في مكاني كثيرا أحلم بالدفئ، بقلب لا يحن لشيء، وببال خال...
أحلم بالكثير، بحبيب يصطاد من أجلي قلوب الفرسان لأحشو بها عرائس الصوف التي أصنعها فتنبض حياة وتؤنسني في الوحدة. حبيب غائب، لا يأتي سوى عندما أحتاجه حبيب سخيف، حتى لا تموت داخلي الرغبة في الضحك ومشاعر الشفقة حبيب يهديني دبا في عيد الحب، لكن دبّ حقيقيّ، نجلس معا على شرفة مطلة على قطيع لا ينتهي من الأيائل البيضاء، ونتحدث عن البرية، وعن ضعف الإنسان وجبنه يطول الحديث يجوع الدب ويأكلني.
هناك في الداخل، لا أريد أن يتوقف قلبي فجأة عن العمل، ولا أن تصدمني سيارة لا أن يغتالني الأشرار، أريد أن أكون فريسة فريسة إلى آخر عظم، إلى آخر نفس فبيتي الصغير،حنون. تهتدي إليه الوحوش الضالة، لتنام تحبه الضباع، وتأنس لوحشته الثعالب الغربان وتتمنى الأسود أن تموت به، لتواري ضعفها.
هناك في الداخل، حلمت بنهر على حافة بيتي، وبحديقة زرقاء تأملت في السماء أن تنزل قليلا حتى أعلق بها من أحببتهم من الأموات ألقي عليهم التحية كل صباح....
أردت أن ينزل الله مع السماء أيضا، حتى أهمس في أذنه كل يوم، "أنا قلب حزين". في الداخل، تهدأ نفسي للوحدة وتطمئن، تقفر روحي من كل شيء، وتخر في أضلعي كل رغبة في إهدار الطاقة حين أدخل إلى هناك، لثوان أحيانا ولأيام في أغلب الوقت، يصبح الكلام شيئا من قبيل الخيانة أو الخذلان، الآخر رحلة من الكذب طويلة أقطعها بالهروب. أنا في حالة هروب دائمة، من كل شيء، ومن كل لا شيء.....
أهرب دوما من المرض ولي معه ماض ثقيل، ومن الموت وهو ظلي الثقيل، ومن اللقاءات الدائمة حين تتحول إلى عادة لا طعم لها، فتصبح ضيفي الثقيل....
هناك في الداخل، أنا حرة طليقة، بقلب ضعيف وعمر قصير في جيبي بئر وفي صدري بركان، ولم يبق لي سوى عرض البحر في قلبي لأغفو كاطفلة على مهلي... لكني غرقت، ملأ الملح عيناي ومشت بين رموشي الطحالب...
إنكمش جلدي وتقلص، وتمزق بعد ذلك، وظهرت عظامي، امتلأت بطني بالماء، وإنتفخت كل أركاني، صرت بيضاء بلا لون، بعينين جاحظتين كالموت وجسم بارد.
كنت على الأغلب سأنجو، كنت سأطفو، لولا ثقل قلبي بالحب، لولا كيس المرض على ظهري، لولا روحي الحزينة.
أجلس بمفردي على أريكة من الصوف، أتفرج على تلفاز من الصوف، وأطرز بالصوف ستائري الصوفيّة الجديدة، وأراقب من الشباك، نمو سفرجلة صغيرة...
ألاحظ تراكم أكوام صوف رمادية في الفضاء ستمطر،أركض بسرعة لإعداد المدفأة، أنهي لعبة القطط وأدعوها للدخول، وأشعل كل الأضواء.
في عالمي الصغير، هناك في الداخل، لا ماضي لي ولا أصدقاء أستكين لرفقة الأوهام، وأحشوها بالصوف لتكبر، وأحلم، أحلم في مكاني كثيرا أحلم بالدفئ، بقلب لا يحن لشيء، وببال خال...
أحلم بالكثير، بحبيب يصطاد من أجلي قلوب الفرسان لأحشو بها عرائس الصوف التي أصنعها فتنبض حياة وتؤنسني في الوحدة. حبيب غائب، لا يأتي سوى عندما أحتاجه حبيب سخيف، حتى لا تموت داخلي الرغبة في الضحك ومشاعر الشفقة حبيب يهديني دبا في عيد الحب، لكن دبّ حقيقيّ، نجلس معا على شرفة مطلة على قطيع لا ينتهي من الأيائل البيضاء، ونتحدث عن البرية، وعن ضعف الإنسان وجبنه يطول الحديث يجوع الدب ويأكلني.
هناك في الداخل، لا أريد أن يتوقف قلبي فجأة عن العمل، ولا أن تصدمني سيارة لا أن يغتالني الأشرار، أريد أن أكون فريسة فريسة إلى آخر عظم، إلى آخر نفس فبيتي الصغير،حنون. تهتدي إليه الوحوش الضالة، لتنام تحبه الضباع، وتأنس لوحشته الثعالب الغربان وتتمنى الأسود أن تموت به، لتواري ضعفها.
هناك في الداخل، حلمت بنهر على حافة بيتي، وبحديقة زرقاء تأملت في السماء أن تنزل قليلا حتى أعلق بها من أحببتهم من الأموات ألقي عليهم التحية كل صباح....
أردت أن ينزل الله مع السماء أيضا، حتى أهمس في أذنه كل يوم، "أنا قلب حزين". في الداخل، تهدأ نفسي للوحدة وتطمئن، تقفر روحي من كل شيء، وتخر في أضلعي كل رغبة في إهدار الطاقة حين أدخل إلى هناك، لثوان أحيانا ولأيام في أغلب الوقت، يصبح الكلام شيئا من قبيل الخيانة أو الخذلان، الآخر رحلة من الكذب طويلة أقطعها بالهروب. أنا في حالة هروب دائمة، من كل شيء، ومن كل لا شيء.....
أهرب دوما من المرض ولي معه ماض ثقيل، ومن الموت وهو ظلي الثقيل، ومن اللقاءات الدائمة حين تتحول إلى عادة لا طعم لها، فتصبح ضيفي الثقيل....
هناك في الداخل، أنا حرة طليقة، بقلب ضعيف وعمر قصير في جيبي بئر وفي صدري بركان، ولم يبق لي سوى عرض البحر في قلبي لأغفو كاطفلة على مهلي... لكني غرقت، ملأ الملح عيناي ومشت بين رموشي الطحالب...
إنكمش جلدي وتقلص، وتمزق بعد ذلك، وظهرت عظامي، امتلأت بطني بالماء، وإنتفخت كل أركاني، صرت بيضاء بلا لون، بعينين جاحظتين كالموت وجسم بارد.
كنت على الأغلب سأنجو، كنت سأطفو، لولا ثقل قلبي بالحب، لولا كيس المرض على ظهري، لولا روحي الحزينة.
Ons Bn Essayed
تعليقات
إرسال تعليق