أين المفر
أنا البنت التي سرقت دفتر المناداة لأجل أن لا يضحك الأطفال من إسمها فعادة ما يُقرأ إسمي إسم ولد ...
أنا البنت التي إقتطعت المنازل من الصور المعلّقة بآخر القسم وخبّئت القطّة في خزانة المعلّمة لإخافتها وتسلّقت سور منزل المدير ورمت نافذة غرفة إبنه بحجر.
فعلت ذلك.
أنا التي حين وقفت أمام مكتب المعلّمة شاهدت العصا وحسب ذهني طولها وسرعة الضربة وشدّة الوقع.
بينما هرّبني خيالي لأقطع إسمي من سجّل الولادات، وإستبدال رسوم البيوت ببحر وأصنع خشب الخزانة منزلا للقطة البردانة وأعلّق إبن المدير الذي يرتشي لمجة الأطفال من قدميه بالسّور.
أنا التي بينما أغمض عينيّ وأشدّ على أسناني، ينفجر خيالي بالضحك.
أنا البنت التي هربت من ساعات الدرس ولم يعرف وجهتي أحد، تغيبت عن الإمتحان وهربت من الشّباك حين حاصرني الأستاذ ليمليني الدّرس..
أنا التى زوّرت توقيع أمي وقلت أن أبي قد توفى ليتعاطف الاساتذة معي..
وحين كنت أعود عرقانة منهكة إلى البيت، وتقدّم لي أمّي صحنا قليلا بخضار لا أحبّها، تنبعث منه رائحة الفقر والتعب والحقد.. كان خيالي يركض في نزهات طويلة يستمع إلى قصص الأحبّاء خلف سور المعهد ويقامر مع أولاد الأثرياء فى مسابقات الدراجات النارية ببطحاء بعيدة وأشارك الفتيات المدللات إستعدادهن لأعياد الميلاد..
وحين تصرخ محبّة أمي فى وجهى: كُلى كي لا تمضي...
إبتسم بدلال عجيب وأهمس بأدب ورضا: شبعت.
وأركض إلى غرفتي يسبقني خيالي...
أنا البنت التي ركضت في شوارع تحبها ورميت بالحجارة أي شئ، كل شئ، وصرخت فى وجه الله بالرفض،وأحرقت عجائل المطاط فى الشارع و دمِى يرقص من الحماسة والفخر.. وصفّقت طويلا لأغاني لا أعرفها ودندنت ألحانا لم أفهمها ودخّنت السّجائر لأول مرّة فى الشّارع وتفوّهت بالكلام البذئ والسّب. أنا التي أشعلت المبنى الحزين قبالة ذاك الغبي ورقص قلبي فرحا لشرارات اللّهب.
أنا التي وقفت أمام الشرطي ورأت يده الفجّة تتجه نحوى...
حسبت المسافة بين ما كنته وما سيحدث وأغمضت عينيّ فى إطمئنان، بينما خيالي يركض.. ويدكّ الوزارات والقصور بالدّبّابات و يسحل المديرين عراة من مكاتبهم ويعرضهم على المارة الضّاحكين حتىّ يقف شعر مؤخّراتهم من البرد، يطلق الورود فى شوارع مفتوحة للرقص ويفتح القصور الكبيرة للصّغار حتّى يتذوّقوا الطعم الهنيئ للرّاحة والترف ويفتح السّماء لشمس لا حدود لها، تهاجر إليها النّوارس من كلّ صوب..
أنا البنت التي كتبت رسائل الحب والهجر والشعر والخواطر وأحرقتها جميعا في كومة من نار كما يحرق البحر قلب أم ويأخذ إبنها منها .....
أنا البنت التي غيّرت أرقام المنازل والعناوين وحين باغتني ساعي البريد، إنفجرت بالضحك، بينما خيالي يعيد ترتيب القصص والأحداث بشكل مثير للنّم.
أنا البنت التي هرّبها الخيال من مطبّاتها، حتّى تصل إليك.
أنا البنت التي حين تراك تضحك.تبتسم ويبتسم خيالها متسمّرا ولا نعرف.. إلى أين المفرّ ؟؟
Ons Bn Essayed
أنا البنت التي إقتطعت المنازل من الصور المعلّقة بآخر القسم وخبّئت القطّة في خزانة المعلّمة لإخافتها وتسلّقت سور منزل المدير ورمت نافذة غرفة إبنه بحجر.
فعلت ذلك.
أنا التي حين وقفت أمام مكتب المعلّمة شاهدت العصا وحسب ذهني طولها وسرعة الضربة وشدّة الوقع.
بينما هرّبني خيالي لأقطع إسمي من سجّل الولادات، وإستبدال رسوم البيوت ببحر وأصنع خشب الخزانة منزلا للقطة البردانة وأعلّق إبن المدير الذي يرتشي لمجة الأطفال من قدميه بالسّور.
أنا التي بينما أغمض عينيّ وأشدّ على أسناني، ينفجر خيالي بالضحك.
أنا البنت التي هربت من ساعات الدرس ولم يعرف وجهتي أحد، تغيبت عن الإمتحان وهربت من الشّباك حين حاصرني الأستاذ ليمليني الدّرس..
أنا التى زوّرت توقيع أمي وقلت أن أبي قد توفى ليتعاطف الاساتذة معي..
وحين كنت أعود عرقانة منهكة إلى البيت، وتقدّم لي أمّي صحنا قليلا بخضار لا أحبّها، تنبعث منه رائحة الفقر والتعب والحقد.. كان خيالي يركض في نزهات طويلة يستمع إلى قصص الأحبّاء خلف سور المعهد ويقامر مع أولاد الأثرياء فى مسابقات الدراجات النارية ببطحاء بعيدة وأشارك الفتيات المدللات إستعدادهن لأعياد الميلاد..
وحين تصرخ محبّة أمي فى وجهى: كُلى كي لا تمضي...
إبتسم بدلال عجيب وأهمس بأدب ورضا: شبعت.
وأركض إلى غرفتي يسبقني خيالي...
أنا البنت التي ركضت في شوارع تحبها ورميت بالحجارة أي شئ، كل شئ، وصرخت فى وجه الله بالرفض،وأحرقت عجائل المطاط فى الشارع و دمِى يرقص من الحماسة والفخر.. وصفّقت طويلا لأغاني لا أعرفها ودندنت ألحانا لم أفهمها ودخّنت السّجائر لأول مرّة فى الشّارع وتفوّهت بالكلام البذئ والسّب. أنا التي أشعلت المبنى الحزين قبالة ذاك الغبي ورقص قلبي فرحا لشرارات اللّهب.
أنا التي وقفت أمام الشرطي ورأت يده الفجّة تتجه نحوى...
حسبت المسافة بين ما كنته وما سيحدث وأغمضت عينيّ فى إطمئنان، بينما خيالي يركض.. ويدكّ الوزارات والقصور بالدّبّابات و يسحل المديرين عراة من مكاتبهم ويعرضهم على المارة الضّاحكين حتىّ يقف شعر مؤخّراتهم من البرد، يطلق الورود فى شوارع مفتوحة للرقص ويفتح القصور الكبيرة للصّغار حتّى يتذوّقوا الطعم الهنيئ للرّاحة والترف ويفتح السّماء لشمس لا حدود لها، تهاجر إليها النّوارس من كلّ صوب..
أنا البنت التي كتبت رسائل الحب والهجر والشعر والخواطر وأحرقتها جميعا في كومة من نار كما يحرق البحر قلب أم ويأخذ إبنها منها .....
أنا البنت التي غيّرت أرقام المنازل والعناوين وحين باغتني ساعي البريد، إنفجرت بالضحك، بينما خيالي يعيد ترتيب القصص والأحداث بشكل مثير للنّم.
أنا البنت التي هرّبها الخيال من مطبّاتها، حتّى تصل إليك.
أنا البنت التي حين تراك تضحك.تبتسم ويبتسم خيالها متسمّرا ولا نعرف.. إلى أين المفرّ ؟؟
Ons Bn Essayed
تعليقات
إرسال تعليق