رهانات

أكره الخطورة، أكره الخطيرين.
أكره أولئك الذين يحتاجون ثيابا رسمية فائقة التكلّف والتكليف لأجل أن يبدوا جدين فيما يقومون به.

أكره الأعمال التي ننفق لأجل تحضيرها ضعف ما ننفقه لإنجازها، فقط لأجل تبرير وإثبات أهميّتها وإعلان جدواها.

أكره أولئك الذين يحتاجون لقول عبارة حب واحدة، إختبارات كثيرة ومحن معقّدة، تجعل التعبير عن الحب لائقا لأجل إستحقاقه وإثبات قيمته...

أكره الطقوس الثقيلة في العلاقات لأجل أن تبدو مهمّة وجدّية وذات معنى...

لا أصدّق الخطورة ولا الخطيرين،ينتاتبني الضحك بأشد الإجتماعات أهمية لأحدهم لمجرّد تخيله مرتبكا وهو يقابل أم حبيبته للمرة الأولى، أو حين يكتشف أن أمه تخطط لتزويجه رغما عن أنفه وإسترسل في الإستماع لكل الحجج التي ستلبس ذات الخطورة والسخافة التى تبدو عليها حججه لأجل بيع منتوج لا جدوى له.

تصيبني الأعراس الفخمة بالكآبة من هول الإستجداء المستميت لخلق أي معنى وإعادة تصوير خيال بالٍ، أكثره مستوحى من كليبات روتانا في مرحلة ما قبل اليوتيب......

وأستمتع بتخبّل جلسات الطلاق وردّات فعل العائلات الباذخة سعادتهم الرّسمية..

الرجال الذين يتراهنون في المقهى مضحكون، من يتحدّثون عن كرة القدم، كما الذين يتحدثون حول السينما كما مقررو مصير البشرية ومحللو نيتشه  والأدب الروسي والايرتوكى..

النساء اللواتي تتحدثن عن الرجال  والأطفال وتفاصيل العلاقات بجديّة محللي الجيو سياسة أكثر إثارة للضحك من الكل..كما النساء رائدات الأعمال، كما المدافعات عن حقوق المرأة، وقضايا الطبقات الأخرى، المسكينة، التي تحتاج إلى إجراءات جدية ومنهج خطير..

العمل المعقد ليس الأنجع، الأغبى غالبا..
كلمة "أحبّك'' المعتّقة ليست الأثمن، لكنها مصابة بالرطوبة جرّاء الخزن والتخزين والسوس المهترئ ومراحل التكرير..
إفتعال الصوت الخفيظ، وإنتحال الوقار كما
السكوت، ليس عمقا وكبرا وجلدا وما إلى ذلك من ترهات خبراء التسويق والتنمية البشرية الرخيصة المغلفة بغلاف الأدب.
السكوت عجز فى التواصل وخوف كبير عن التعبير عن الذات يخفي هشاشة  وضعفا مثيرين للرثاء..

كلّ هذه الخطورة والتكلف فى كل تفصيل، محاولات سخيفة لتأثيث وقت طويل وممل، وحشو أرواحنا الفارغة بأي صوف، حتى تنتصب ثابتة.. كلّ هذه الرهانات لأجل وهم ثبات في عاصفة..
Ons Bn Essayed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إرتجاج في المخ

لأجل أمي

الخوف