من المفروض

كان من المفترض أن يكون لي أكثر من  أخت.
وكان مفروضا أن يكون لي سبعة  بنات  ولها أربعة أولاد وأن نسكن الجنان حتى ينتشر أطفالنا فوق أشجار التوت كدود أول الربيع..
كان مفروضا أن يكون هناك عشرة أطفال يلعبون ونكون خدما لهم.
كان المفترض أن لا يسمع سوى ضحكاتهم وصراخهم ويجند الجميع لإطعامهم..
كان على حليمة  أن تنسى أن زوجها يمضي سهاراته بالخارج لانها يجب أن تصحو وتعجن الفطائر.
وعلى سناء أن تقوي قلبها لأجل أن ترضع الصغار العطاشى ولو أن عطسة واحدة توقف قلبها من الرعب
وعلى أمى أن تتوقف عن العمل بسن الستين لأن جيشا من المخربين الصغار يحتاج إلى إدارة وعلى الكل أن يخفض صوته بالسهرة لأن الملاكة نائمين.
وعلى الشجارات أن تبقى معلقة بالسقف، لأن لا وقت لها.
وعلى الجميع أن ينزلق فوق دموعه  ويضحك على وجعه ليضحك الأطفال.

كان المفروض أن نزرع شجرة لوز لكل بنت وزيتونة لكل ولد وأن يصير الجنان أكبر وأكبر ..
كان علينا جميعا أن نتنحى عن الطريق ليلعبوا كرة وسط الشارع، ليرقصن ونهلل لهم.
كان علينا فعل الكثير، مما بدى مكررا  ومملا وغير جدير..

كان من المفترض أن يكون لي أخت، صرن عشرة أخوات.. وكان مفروضا أننا خدم لقبيلة من البنات ويكون الأولاد أقليات..
لكن عاصفة مرت من هنا، طيرت كل منهم إلى درب، حملت بذور محبتنا إلى غير أرض.. وحتى الجنان صار ضيقا.
Ons Bn Essayed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إرتجاج في المخ

لأجل أمي

الخوف