كابوس

من سخف الحدث..رأيته على جانب الطريق الفرعي ينتظر عابر سبيل أشقاه الغضب المكبوت..والجوع..والقهر المهادن طوعا ...مثله
يرفع يده فى خجل قاتل لكل من يمر يحمل هاتفا عتيق ويخبئ قارورة الجعة بحرص ان لا أراها أو يراها أحد ..

ضحكت فى وجهه حين قال فى خجل أأستطيع أن أدخن..لأكتشف أن خجله كان من نوع تبغه الرخيص..لا من أن السرطان سيلف جسده المتداعى مهما كان نوع التبغ..
أتذكر أنه حدثني عن الكثير..أحلامه التى دفنت تحت الكم الرهيب من بناء بيوت وقصورا لأولئك الأغنياء التى عمل فيها بعد تخرجه..كرامته التى تداس كل لحظة وهو ينتظر إبن حلال ليقله لوجهته..إبن عمه الزنديق الذي أصبح (سي فلان) لمجرد أنه إختار طريقا كان يسمى إنحراف..دراسته مبادئه حبيبته وأخلاقه كل هذا الذى ضاع منه..
أرانى ورقة بالية فيها تهمته....
"المشاركة فى قطع طريق التجاهر بما ينافى الاْخلاق"....
اْوصلته مجبرة إلى منزل رث على مشارف حي شعبي حيث معدل مساحة المسكن لا تتجاوز ثمانين متر مربع نصفها خصص للماشية....فيه قام أحدهم بنصب "فيلا" يمكن لمساحة مسبحها فقط أن تتسع لأربع مساكن......أليس هذا تجاهرا بما ينافي الاخلاق؟
أن يمر بنا أحدهم في الطريق العام بسيارة قيمة عجلاتها فقط تفوق معدل الدخل السنوي الخام لعامل النظافة فيتنهد المسكين ويتمتم ببعض الشتائم  ويشعل سيجارة اخرى ويحدثني أنه إضطر لخسارة يوم كامل من العمل فى جني الزيتون ليشارك فى مناظرة البريد رغم أنه حاصل على الاستاذية....

أليس هذا تعديا على الأخلاق الإنسانية السمحة؟
أن يمر بنا قطار الحياة محملا بالمليارات يوميا بينما يموت الشباب أمثاله في أحياء شعبية منسية يموت من  الفقر من البطالة والتهميش ويصارع سكانه ضد الأمراض الخبيثة وتلوث مياه الشرب.....

أليس هذا إنتهاكا لنفس الأخلاق الحميدة؟
فاِِِِِِِِِِِِِِِِِأاااااااه لو تموت فيكم هذه الاْخلاق الحميدة  علكم تشعرون كم القهر الذي يدمى قلوبهم لقطعتم عندها حتى الاْعناق..ولتمنيتم أن يأتينا السرطان سريعا وبلا مقدمات..فالعالم صار وسخا بشكل لا يطاق....
 وفجأة قمتُ من كابوس جعل من ريقي ناشف .....
Ons Bn Essayed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إرتجاج في المخ

لأجل أمي

الخوف