رميتُ نردِي

أنا إمرأة سهلة، كأرض مفتوحة و ممتدة.
لا أسيّج نفسى بما يكفي من الشّوك لأسجنها عن العالم.
لذلك يعبرني المارة الكسالى، و السرّاق الصّغار الهاربون
وتجتمع النّساء بأركاني للشّكوى  والنّميمة، يرمين قُشور اللّيمون و يرحلن.
ويسكر الصّعاليك من لا مؤوى لهم بحضني ويتبوّلون، ثم آخر الليل، يتعاركون على طرق العودة.
يشقّني الأطفال فى طريقهم إلى منازلهم و يخافون الغولة التى تسكن أرضا كبيرة و مهجورة.
الغولة التي تلاحقهم لأجل عناق..يرمونها بالطّوب حين تلوّح لتودعهم.
تخدشنى أوتاد الخيم الصّغيرة وتبقى آثار الرحيل مرشومة...

ستة وعشرون عاما ولم يتغيّر شيء.
لازالت هذه اللّعبة تقلقنى ولازلت أبحث عن مهرب.

لازلت حيّة يا أُمّي،لم أغرق في حفرة،لم تدهسني سيّارة،لم يقتلني الحزن،لم أشرق وأنا أضحك، لم تباغتني رصاصة قنّاص. لم أسجن، نجوت إلى الآن من كل أحلامي.

ستة وعشرون عاما من الفزع ولم تنل الحياة منّي ولا الأوغاد.
ربما جروحي مُعلّمة، وبي رضوض كثيرة.
لكنّنى لازلت حية لم أسجن بعد لأجل كأس أو قبلة أو نكتة.

أُمي أنا حية هذا كل، نجاحي كل ما حققته، كل ما يستحق.
وتمنحني الحياة وقتا جديدا لأقامر به وألعب.

أيها الغرباء الطيبون، تنيرون قلبي وتمنحونني أكثر مما أستحق.
يا أيها البعيدون إنى أحبكم والشوق جرح نازف فى خاصرتي
أيها اللُؤَيْ أنتَ مجرتي الملونة المؤهولة بالمفاجآت.
يا شريك شكرا لأنك تمسك بيدي وتحتمل.
أنا ممتنة وأكثر.
أيّتُها الحياة لاعبيني ها قد رميتُ نردِى.

Ons Bn Essayed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إرتجاج في المخ

لأجل أمي

الخوف