ولي صالح
#ولي_صالح في "جِناتنا" القديمة يوجد قبر لجثة مباركة، يقال بأنه من الاولياء الصالحين. "سيدى بوصاع"، إسمه كان مضحكا ولكنه بدى جديّا للعديد وخاصة الليبين يأتون من ليبيا إلى تونس تحديدا إلى مدينتنا الصغيرة حتى أهل مدينتي كانو يأتون لأجله من أسقاع بعيدة يشقّون أرضنا دون إستئذان محملين بهدايا لم يكن لنا فيها نصيب وشموع يطفؤونها قبل رحيلهم، وأدعية أشبه بالأغاني لم نعرف كيف نحفظها ولم يدعوننا يوما لغنائها. ذلك القبر النحس، جلب لنا العديد من الغرباء دون أن يكسر وحشتنا المثمرة. أنا وهي كنّا عازمتين أن يستجيب ذلك الولي إلى دعواتنا عنوة ويبجّلنا على الغرباء الآخرين. قبره بأرضنا، وحشته تسدل أذرعها على شبابيك غرفنا وتمنع عنا روائح الجنان المُسكرة..... غربائه لا يبالون ولا يعلون ولا يلقون السلام ولا يتأخّرون بالتحيّة لفساتيننا القطنية المرميّة فوق أجسادنا الكسولة المهملة..... حياتنا غارقة في صمت خشن يلفّ كلّ ما حدث لا أحد يهتمّ لنا... مآسينا التي إستمتنا في تصويرها وتلوينها تغسلها رطوبة الليل وتمحى فجرا كان لم يكن. ضحكاتنا الحادّة التي تتهاتف لأجل قطع ال...