يا ذات روحي يا أبي

عمر كامل لا يكفيني لكتابتك، ولأقول للعالم  كم أنت عظيم، عظيم في كل شيء يا أبي، عظيم في عطائك وحبك وفي حنانك....
عظيم أنت حتى في اللاشئ أعجز الأن ماذا سأكتب عنك وأنت أصل الكتابة والقلم...

تجاعيد وجهك التي تروي قصة حبك لأمي ونزاعاتك مع الحياة حفاظاً على فروعك الأربعة الأول منا كان دائماً عاقلاً ورزين ذاك صعب المراس حنين القلب  والثاني شارب الخمر الذي أتعبك ومع ذلك تحبه أكثر وأكثر وتتمسك به مع كل خطيئة له.. والرابعة التي كانت تشبه جدتي في كل شئ فعوظت عنك غيابها وخففت عنك فاجعة موتها...
أما الثالثة فأنت حياتها ونبضة قلبها...
أن يكون لك أبا عظيماً فهو أن تعلق صورته أينما رحلت وإرتحلت وأينما حللت وسكنت ذاك العظيم الذي سيوصلني يوم زفافي إلى زوجي وسيبكي رحيلي كأنما الأرض فرت من ثوانيها...
ذاك العظيم الذي شجعني على القيادة من غير علم أمي وأخي،
العظيم الذي يأتي لي بأحب قطع الحلوة على قلبي..
العظيم الذي عودني كل يوم على تقبيليه مهما بلغت من العمر عمرا

سنيني المليئة بالسعادة، سندي الذي كل ما مالت بيا الحياة أميل على كتفه وأبكي  ويشاركني بكائي ويقول لي إبكي لا أحد منا قوي،إبكي ها أنا هنا ولن أتركك ويمسح بيده على شعري الذي أحبه والذي قال لي يوما لن أسامحك إن قصصته يوما....

آااااااااه يا ذات روحي يا أبي

كم كان الطريق يسيراً يا أبي...
أتعلم ملمس كفك في كفي كان يجعل الطريق حلواً والوصول ماكان غايتي كان كل مايشغلني حكاياتك في الطريق..

عن الوداع الأول يوم أدركت أنني لا أستحق أبوتك على فعل شيء مهم يبدأ بدراسة الجامعة والإبتعاد عنك لساعات، وماصرت تدفع أراجيحي، ولا تجلب لي الحلوى لأشهر، ثم كبرت يا أبي...

منذ أعوام بدأت ألاحظ أن كل فتاة تقطع يوماً للأمام وتنعكس الأرقام لترسم عمر أبيها....

 وغزا رأسك الشيب وبدأ الطريق يلتوي، وبدأت ألتقي غرباء لا تعرفهم، ولم تذكرهم لي في الحكايات.....

لكنني مازلت أشعر بيدك في يدي،وصوتك يردد لي الحكايات مبتدئا ً:

"ثمة بنية مزيانة إسمها نوسة الكرفوصة حضن المعدنوسة"...
جملتك التي أحب والتي دائماً ما تؤكدلي أن مزاجك جيد طالما أنك تقولها لي..

آاااه يا ذات روحي يا أبي...

يصير الطريق حلواً سهلا وأصل سريعاً وأنت معي،تصير أكبر مشاكلي تافهة بوجودك معي أوا تعلم أكتشف أن أول ماتمس يدي على رأسي ضفائري التي أنت تحبها..فأجد نفسي بين غرباء لم تذكر لي أسمائهم يوماً..

ومع كل هذا أنت دائماً معي،،  صوتك وضحكتك،، حكاياتك ووعودك بشأن الكثير من الأشياء..
أتعلم يا مؤذني الأول، عينيك العسليتان هي كل مآذني..
أتعلم يا وريدي أنت النور  والسبل،يُسرُ الطريق ومنتهاه..

عن حبيبي الذي يستحق كل النصوص، عن أول من أكسب الحلوى طعمها،وجمع الحكايات  والأعياد في عينيه...
عن أب عظيم يرافقني كل الدرب و لا يقطعه بي، عن صديق مخلص لا يخون وعن حبيبي الأول والأخير أحدثكم....
عن ذلك الذي يبكي قبل بكائي ويضحك قبل ضحكي أحدثكم

عن روحا نسجت لي، لي أنا فقط رابطنا الغريب القوي الذي لن يفهمه أحد... عن ذلك الحضن الذي أخذه منك كلما شئت بسبب وبدون، سبب عن تسريحة شعري التي تحبها،،،،،

أحدثكم عن كتف حملني ومازال يحملني لأخر رمق ونفس في حياتي...

أتذكر جيداً ذاك اليوم الذي أصابني فيه خذلان كبير حتى روحي كانت تبكي فوجدتك حاضنا لي باكياً معي مهديئا لحرقة قلبي،مربتا على كتفي لامسا لشعري فتقول إهدئي إني هنا إني إلى جانبك،كان كلامك لي دائماً قولاً وفعلاً...
لم تكذب علي يوماً مثلما فعل الجميع معي حينها فقط تأكدت أن لا شئ موجعا على الإطلاق كفكرة غيابك عني لحظتها فقط قلت ويحك يا ساذجة أتبكين وأنت تحت ظل عرشا عظيماً أهداه الله لك نعم يا أبي أنت هديتي ولست أنا هديتك،نعم يا أبي أنت مسكني وسكني فكيف لي أن أفجع وأخاف وأنت أبي وذات روحي....

دائماً ما كنت أقول مسكينة من لم تصاحب أباها، ستتعب دائماً وستمل الحياة بسرعة وستفجع بسرعة، ستنكسر بسرعة وستتألم كثيراً......
ليتك يا أبي أباهم جميعاً ليشعروا بما أشعروا به وليتني أنا أب لك يا أبي كي تعرف كم أنت عظيم في عيني......
لم أتعود في كتاباتي أن أكتب أدعية لكن سأختم بدعاء مع أنني أشعر أنني لم أعطيك حقك كاملا ومازالت لم أكتب شيئاً...
سأقول فقط اللهم يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام إحفظ لي "سيدي"إستودعتك إياه في حفظك الذي تحفظ به عبادك الصالحين،،،
 وإرحم كل الأباء االراحلين منهم وأسكنهم جناتك في عليين،،
اللهم نور بصيرة كل أب لا يعرف قيمة إبنته أو إبنه...
 وأرزق كل طيب وطيبة صغيرة تكتب لأجلهم النصوص  وتعلمهم السير دون تعب....

Ons Bn Essayed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخوف

نرفين

الدين على سجيتي