الحب الصحي
كانت تصوراتي عن ماهية الحب لا شئ غير التفاصيل العامة المضحكة، أن يكون الحبيب وسيما والحبيبة ضحوكة بفستان زهري ضيق فى الخصر وواسع تحت الحزام مع شعر مشعث تسكنه ربطة حمراء على شكل فراشة ... أو أن يسيرا معا فى طريق حي ضيق لا يبان أخره بينما إضاءة خفيفة وضباب شاعري يغلف خطواتهما بالحميميّة والتعثّر الجميل الذى يفترض ضرورة إتكائهما على بعضهما البعض. أو أن يعانق أحدهما الأخر في لحظة شوق أو ضياع أو عجز، ليكون القشّة الصلبة التى يتعلّق بها ضدّ الدوّار المرعب، عند الوقوف بحافة الممكن الذي تعده الحياة وعمق الهاوية الساحقة التي هي الفقد. أو أن يتبادلا قبلة حنونة جامحة، هي فاصلة صامتة في سمفونيّة صاخبة الإيقاع..ولنتأكد من الصمت الذي يقبع داخل سمفونيات العظيم بيتهوفن ليجعلنا نشعر للحظة ما يشعر به شخص أصم لا يسمع ليجعلنا ندرك قيمة لحظات الصمت في كل شئ في هذا العالم عظيم أنت يا بيتهوفن تعزف جراحنا ومشاعرنا. .... حسنا لنقل أنه : لم يكن لي أبدا أي تصور عن ماهية الحب، سوى لحظات هدنة هنا وهناك، لقطات لمشاهد عابرة لا إستمراريّة فيها.. كأنها حصص تصفية الدم، أو جرعات الأنسولين أو واحات إستر...