خيبات

خيبات الحياة كثيرة وخياراتها كذلك، هي جزء من عملية النضج والخبرة المستمرة إلى الممات. صعوبتها تكمن فيما ينجم عنها من مشاعر منهكة ومؤلمة.
 تلك الخيوط التي تنسج علاقاتنا الإجتماعية وإرتباطاتنا النفسية ليس لها لون، شفافة يصعب تقدير متانتها، بإتجاهين صادر عنك ومنته إليك.

ما تظنه خيطاً متيناً قد لا يكون كذلك وما تظنه واهياً قد يكون هو الأقوى.....
 يصعب في كثير من الأحيان تقدير متى تتحول تلك الخيوط إلى شبكة حماية ومتى تتحول إلى شبكة صياد تأسرك رغماً عنك.

 إن ما يحدد لإتجاه هذه الخيوط هو الحاجات....
أما مدى متانتها أو ضعفها فيتحدد بالقيم العليا، الأخلاقية والاجتماعية، التي إكتسبها الإنسان من محيطه؛ فالقيم العليا هي التي تضبط هذه الحاجات وتنظمها وتحل المتعارضات

 فإذا غابت القيم أو تحللت تلوثت الحاجات، ومالت إلى البدائية الفجة وما يبدو مشروعاً في البداية قد لا ينتهي كذلك.  بعض الأشخاص ينسجون خيوطاً وتشابكات متينة بالاتجاهين وبعضهم ليس كذلك، وبعضهم ينقل خيوطه ويشبك خطاطيفها في الجانب الذي يشبع له حاجاته الملوثة دون إعتبار لقيمة عليا، متحللاً من أية قيمة أخلاقية أو إجتماعية، ويعدها  "واو"، أي "التوكيد المنحرف للذات". في بعض العلاقات قد تتصلب الخيوط فتصبح عائقاً يقيد الأطراف كلها، وفي بعضها الآخر تكون مترهلة جداً.

 نسيج الخيوط يفترض له أن يجمع بين المتانة والمرونة، كجناح الطائر متين ومرن في الوقت نفسه، متين كفاية ليحمله ومرن كفاية ليتحمل الضغط الناجم عن القوى المختلفة.  فإذا كانت كذلك تصبح الخيبات جزءاً من المتانة ولكنها مرنة كفاية لتتيح لنا عيش الحاضر، متعة وألما، والتطلع للمستقبل وعدم التباكي على خيبات ماضينا.
Ons Bn Essayed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إرتجاج في المخ

لأجل أمي

الخوف