روتين
أعمل سكريترة بجريدة ورقيّة تعاني من مشاكل في التوزيع... أو على الأغلب لأن المدير أصلع..
مديرى قبيح وجشع، أحتمل غصبا عني تذمّره الدائم وإدّعائته بالمعرفة ولا أطيق كحّته المختنقة بالبلغم وصوت ضراطه المتبجج حين يدخل الحمّام....
على الأغلب لأن الحمام به صدى..
أنا إمرأة متوسّطة، من عائلة متوسطة، من بلدة صغيرة تقع في الوسط الغربي للبلاد لا أعرف حدودها.
ذكائي كاف لأنجح بإمتحان الثانوية العامة وأتدبر عملي وأدير راتبي الصغير بلا ديون، لكن ليس كافيا لأفهم كل التعاليق التي يضحك عليها الناس ولا أسباب خصوماتهم...
في المكتب يعتقدون أنني غبية لأجل أنني لا أعرف كيف أشارك بالنميمة...
لا شئ يدعو للإهتمام بوجهي، مؤخرتي مسطحة، ردفاي ليسو بالممتلئين، لي صدر ممتلئ وكرش صغير....هناك أمر ما بجسمي لا أحبّه وأمر ما مثير للحنان.. يجعلني أحتضنه كلعبة.
حياتى بسيطة وبطيئة، انا صبورة جدا لكنني أكره حياتى وأكره عملي، خصوصا مديري الجشع....
كلّ صباح أنظر عبر النافذة إلى الأفق البعيد، أتأمّل الطيور السارحة في الفضاء وتهادى السحابات في مملكة سمائها ...
وأهمهم إلى نفسي:
ذات يوم، سأرحل من هنا إلى أرض بعيدة، مشرقة ومثيرة.. ذات يوم سينبض قلبي.. وأتنفّس الهواء..
أعمل مديرة بمنظّمة عالميّة، زملائي متعبون ومتذمّرون لا يحتملون أن إمراة متوسطة مثلي تراسهم إمراة متوسطة من عائلة مركّبة، من بلد كبير ومكتظ. حياتى روتينية بسيطة وسريعة...
ذكائي كافٍ لأحرر التقارير بسرعة فائقة وأعيد تأليف الحقائق، ولأساوم زيادات الميزانية....
لكن ليس كافيا لأجعل من حولي يبتسمون صباحا ويلقون التحية
لا شيء يدعو للإهتمام بوجهي، أقصد لا شيء يستحق الإهتمام بي بشكل عام سوى رتبة المديرة.
صدرى ممتلئ بشكل محرج ووقح، ساقاي قصيرة وبطني مسطّحة بفعل الشدّ ..
هناك أمر ما بشأن جسدي لا أحبه وأرى ما يثير الشغف يجعلني أحب أن ألعب به. ....
حياتي مجنونة جدا وسريعة أنا صبورة جدا لكنني أكره حياتي وأكره عملي خصوصا الطرف الممول....
كل صباح بينما أراجع أخبار العالم، أسترق نظرات عبر النافذة، أنظر إلى الافق البعيد، أتأمّل الطيور السارحة فى الفضاء وتهادى السحابات فى مملكة سمائها
وأهمهم إلى نفسى: ذات يوم، سأرحل من هنا إلى أرض بعيدة، مشرقة ومسالمة.. ذات يوم سينبض قلبي.. وأتنفّس الهواء..
أعمل، إمراة من عائلة متوسطة، ذكائي كافي، ليس كافيا، لا ادعو للإهتمام، هناك أمر بشأن جسدي لا أحبه وأمر ما مثير للشغف يجعلني أحب أن ألعب به. ..
أنا صبورة جدا، أكره حياتي أتامل الافق، الطيور، السحاب، انا صبورة، سأرحل آلى، بعيدة، سأتنفس..
أعمل إمراة من عائلة، هناك شيء لا أحبه وأمر مثير للحنان، أنا صبورة، أتامل الافق، سأرحل......
اعمل، امراة، انا صبورة، سارحل.
اعمل صبورة، سار...
..
Ons Bn Essayed
مديرى قبيح وجشع، أحتمل غصبا عني تذمّره الدائم وإدّعائته بالمعرفة ولا أطيق كحّته المختنقة بالبلغم وصوت ضراطه المتبجج حين يدخل الحمّام....
على الأغلب لأن الحمام به صدى..
أنا إمرأة متوسّطة، من عائلة متوسطة، من بلدة صغيرة تقع في الوسط الغربي للبلاد لا أعرف حدودها.
ذكائي كاف لأنجح بإمتحان الثانوية العامة وأتدبر عملي وأدير راتبي الصغير بلا ديون، لكن ليس كافيا لأفهم كل التعاليق التي يضحك عليها الناس ولا أسباب خصوماتهم...
في المكتب يعتقدون أنني غبية لأجل أنني لا أعرف كيف أشارك بالنميمة...
لا شئ يدعو للإهتمام بوجهي، مؤخرتي مسطحة، ردفاي ليسو بالممتلئين، لي صدر ممتلئ وكرش صغير....هناك أمر ما بجسمي لا أحبّه وأمر ما مثير للحنان.. يجعلني أحتضنه كلعبة.
حياتى بسيطة وبطيئة، انا صبورة جدا لكنني أكره حياتى وأكره عملي، خصوصا مديري الجشع....
كلّ صباح أنظر عبر النافذة إلى الأفق البعيد، أتأمّل الطيور السارحة في الفضاء وتهادى السحابات في مملكة سمائها ...
وأهمهم إلى نفسي:
ذات يوم، سأرحل من هنا إلى أرض بعيدة، مشرقة ومثيرة.. ذات يوم سينبض قلبي.. وأتنفّس الهواء..
أعمل مديرة بمنظّمة عالميّة، زملائي متعبون ومتذمّرون لا يحتملون أن إمراة متوسطة مثلي تراسهم إمراة متوسطة من عائلة مركّبة، من بلد كبير ومكتظ. حياتى روتينية بسيطة وسريعة...
ذكائي كافٍ لأحرر التقارير بسرعة فائقة وأعيد تأليف الحقائق، ولأساوم زيادات الميزانية....
لكن ليس كافيا لأجعل من حولي يبتسمون صباحا ويلقون التحية
لا شيء يدعو للإهتمام بوجهي، أقصد لا شيء يستحق الإهتمام بي بشكل عام سوى رتبة المديرة.
صدرى ممتلئ بشكل محرج ووقح، ساقاي قصيرة وبطني مسطّحة بفعل الشدّ ..
هناك أمر ما بشأن جسدي لا أحبه وأرى ما يثير الشغف يجعلني أحب أن ألعب به. ....
حياتي مجنونة جدا وسريعة أنا صبورة جدا لكنني أكره حياتي وأكره عملي خصوصا الطرف الممول....
كل صباح بينما أراجع أخبار العالم، أسترق نظرات عبر النافذة، أنظر إلى الافق البعيد، أتأمّل الطيور السارحة فى الفضاء وتهادى السحابات فى مملكة سمائها
وأهمهم إلى نفسى: ذات يوم، سأرحل من هنا إلى أرض بعيدة، مشرقة ومسالمة.. ذات يوم سينبض قلبي.. وأتنفّس الهواء..
أعمل، إمراة من عائلة متوسطة، ذكائي كافي، ليس كافيا، لا ادعو للإهتمام، هناك أمر بشأن جسدي لا أحبه وأمر ما مثير للشغف يجعلني أحب أن ألعب به. ..
أنا صبورة جدا، أكره حياتي أتامل الافق، الطيور، السحاب، انا صبورة، سأرحل آلى، بعيدة، سأتنفس..
أعمل إمراة من عائلة، هناك شيء لا أحبه وأمر مثير للحنان، أنا صبورة، أتامل الافق، سأرحل......
اعمل، امراة، انا صبورة، سارحل.
اعمل صبورة، سار...
..
Ons Bn Essayed
تعليقات
إرسال تعليق