كاميرا خفية
أصبحت متأكدة أننا في هذه البلاد لسنا بحاجة لمعرفة سيرة الأولياء الصالحين لسنا بحاجة لأكثر من نبي يلقي في الأرض معجزته ويحل السلام. أعلم أن صمت القوافل ليس ذنبنا وشطرنج الأمم ليست لعبتنا، كما أن المباحثات والمؤتمرات ليست من شأننا، ولا تعنينا الحقائب الدبلوماسية ولا العناوين العريضة. نحن في هذه البلاد كالريح تجري في الحقل اليابس،كحنجرة غاب منها الصوت، وأفواه مغلقة وعيون سوداء بالمطلق " كل ما يسقط من السماء، لا ينبغي لك أن تصبّ عليه اللعنات"...... يبدو على الكاتبة إيليف شافاك إعادة النظر فيما قالت، خاصة أن ما من قذيفة نبتت من الارض. تبدأ سخرية القدر عند إعلان ملصق على مدخل أحد المطاعم بعدما أكل نصيبه من القذائف : المطعم مغلق للصيانة يخطر لي أن أصحح ما كُتب إلى : البلاد مغلقة للصيانة ولا قطع تبديل لها ولا حتى مناطق صناعية لإعادة تصليحها. تمر على مدينة لم تعترف بالحرب إبنة شرعية لها، تستمر بإنكارها بكل ما تملك ثم بلحظةٍ ما تسقط باكية فتنهمر القذائف على البيوت وما من يٍد تمسح عن وجهها دخان الحرب وغبار الأبنية....... أصبحت تشبه إلى حدّ ما ذلك الشاب الأعرج الذي حين إقتر...