المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٩

نرفين

كانت في عمر أمي، أو ربما أكبر قليلاً. شيء في وجهها يوحي بإنتماءها لعائلة ميسرة. ملابسها بسيطة ومحتشمة كما يليق بجدة...  الإيشارب الحريري الذي تغطي به رأسها ويتوارى خلف قميصها يضاعف النعومة المتدفقة من ملامحها وإبتسامتها الطفولية.... غريب أن بعض النساء لا يكبرن، أم وجدة تبدو كبنوتة في الخامسة، تستدعي في أشد النفوس ضيقا وخشونة واجب التلطف. بادرتني بإبتسامة تعادل قدرتي على الإبتسام لمدة شهر وقدمت نفسها بصوت يبعث في النفس الرغبة في العناق والبكاء: - أنا إسمي نرفين شاعرة. قالت إنها شاعرة بذات البديهية التي تنطق به إسمها "ن ر ف ي ن" "ش ا ع ر ة".. الأمر بسيط وسهل.. قدمت نفسي بإسمي، معتذرة في باطني أن تخدشها طبقة صوتي فأجابتني بإبتسامة أعلى من موج المحيطات كادت تلقى بي من كرسيَ   وإسترسلت في تقديم دواوينها، وأسمائهم وتاريخ ولاداتهم ودور النشر الحاضنة لهم.. كفضولية تقليدية سألتها عن أطفالها، فأخبرتني أن لها ثلاثة ونسيب وحفيدان وإسترسلت تقص حكايتها بإبتسامة لا تفارق شفتيها، تجبرني على الإبتسام بتماسك، أن لا أعض على شفتي، أصرخ، أو أبكي. كانت بنتا مدللة لعائلة...