العناق
مثل الكثير من النساء والبنات أعاني من رهاب التلامس، كان يكفى أن يلمس جسمي جسم أي رجل مصادفة حتى تتشنج عضلاته بشكل دفاعي متوتر ومؤلم يبدو الموضوع بسيطا.. لكننى كنت أعيشه كما تعشيه الكثير من النساء كإعاقة حقيقية تمنعني من الإندماج في المجموعة والسير في الأماكن العامة والتزاحم في عالم يكاد يكون فيه التدافع الجسدي ضروريا لقضاء الحاجيات وفرض الذات. كان يعاب علي أن أكون 'فينو' فلا أتجرا على الأماكن الشعبية المزدحمة أو النقل العمومي أو التوغل في الأسواق لتفادي كابوس الهلع وآلام الشد العضلي الذي يحدثه التوتر.... كل المحاولات كانت تنتهي بالتحرك في مساحات آمنة ذات كلفة مادية. للأمان ثمن ولا بأس بذلك، لكني توصلت أن لا ثمن يلغي الخوف هو هنا دائما، بكل ثقله حتى إن لم يكشّر عن مخالب القلق ولم يفضح نفسه بأي إستعراض عصبيّ.. كان يمكنني تفادي كل مثيرات الخوف وأحارب مسبباته دون أن أتمكن حقا من القضاء عليه.. وكحل لمجابهة أكبر مخاوفي تخيلت نفسي أدعو من غرباء إفتراضيين في حملة عناق مجانيّة.. لا يمكنني أن أسترجع حجم الإرتباك الذي أحسست به وأنا أقف مرتجفة بعصبية واضحة وسط الشارع ح...